نصيحة اليوم
لتجنب آلام الرسغ
د.عبد المحسن الصحاف
د. عبدالمحسن عبدالرضا الصحاف
أخصائي الأشعة التداخلية لعلاج آلام العمود الفقري والجهاز الحركي
مستشفى مبارك الكبير - قسم الأشعة التداخلية لعلاج الألم
 
 خريج جامعة كلية دبلن للطب البشري 
 الزمالة الأيرلندية في الأشعة التشخيصية 
زمالة المؤسسة العالمية لعلاج الألم
متلازمة الألم الناحي المركب
مُتلازمةُ الألم النِّاحي المُرَكَّب اضطرابٌ عصبيٌّ غير شائع. وهو يُسبِّب ألماً شديداً، في الذراعين أو اليدين أو الساقين أو القدمين عادةً. تحدث هذه المُتلازمةُ بعد إصابةٍ للعصب أو للنسيج في المنطقة المصابة. وما قد يُؤدِّي الزمن و الراحة إلا إلى تفاقم الحالة. وليس الأطباء واثقين من السبب الحقيقي لهذه المُتلازمة. تكون الأعراضُ التي تظهر على المنطقة المصابة كما يلي: • تغيُّرات كبيرة في الحرارة واللون. • ألمٌ شديدٌ حارق. • زيادة حساسية الجلد إلى حدٍّ كبير. سببُ هذه المتلازمة غير معروف. ولا يوجد شفاءٌ لها. ومن الممكن أن تتفاقم مع الزمن، كما يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويمكن في بعض الحالات أن تزول من تلقاء نفسها، سواءٌ على نحوٍ مؤقتٍ أو دائم. تُركِّز المعالجةُ على تخفيف الألم، ويمكن أن تشتمل على الأدوية والمعالجة الفيزيائية وإحصار العصب. 
مقدِّمة
مُتلازمةُ الألم النِّاحي المُرَكَّب اضطرابٌ عصبي يُسبِّب ألماً شديداً. وغالباً ما يكون هذا الألمُ في الذراعين أو اليدين أو الساقين أو القدمين. لا يزال سببُ مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب غيرَ معروف. ولا يوجد شفاءٌ لهذه المتلازمة. وأمَّا المعالجة فهي تُركِّز على تخفيف الألم. يشرح هذا البرنامجُ مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. وهو يتناول أعراضها وأسبابها وتشخيصها ومعالجتها. 
الأعصاب
الدماغُ هو مركز التحكُّم في الجسم كله. وهو يتحكَّم بالحواس الخمس، إضافةً إلى القدرة على الحركة والتفكير والكلام. هناك شبكةٌ من الأعصاب تنقل الرسائل جيئةً وذهاباً بين الدماغ وبقية أنحاء الجسم. تنطلق هذه الأعصابُ من الدماغ عبر الرقبة، ثمَّ تذهب إلى كل ناحيةٍ من نواحي الجسم. تُشكِّل الأعصابُ التي تنطلق من الدماغ إلى مختلف أنحاء الجسم بمجموعها ما يُعرف باسم الحبل الشوكي أو النُّخاع. يمرُّ الحبل الشوكي من خلال فقرات العمود الفقري التي تحميه. تتفرَّع الأعصابُ من الحبل الشوكي منطلقةً إلى مختلف الأعضاء والعضلات، بما في ذلك تلك التي توجد في الذراعين والساقين. إن الأعصاب تحمل التعليمات من الدماغ إلى العضلات والأعضاء والأطراف. كما تقوم الأعصابُ أيضاً بنقل الحس، كالألم مثلاً، من مختلف أجزاء الجسم إلى الدماغ. 
الأعراض
تختلفُ أعراضُ مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب باختلاف الأشخاص. كما أنَّ من الممكن أن تتغيَّرَ الأعراض التي تظهر على الشخص الواحد من حينٍ لآخر. وقد تتغيَّر شدتها أيضاً. العَرَضُ الرئيسي لمُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب هو الألم الشديد المستمر في المنطقة المصابة. وغالباً ما تصيب هذه المتلازمة الذراعين أو الساقين أو اليدين أو القدمين. كما أنَّ الألم يميل إلى الازدياد مع مرور الزمن بدلاً من أن يهدأ. غالباً ما ينتقل الألم إلى الذراع كلِّها أو إلى الساق كلها. ومن الممكن أن ينتقل أيضاً إلى الذراع الأخرى أو الساق الأخرى. وقد تؤدِّي الشدة النفسية إلى زيادة الألم أيضاً. من الأعراض الشائعة الأخرى لمُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب:
الألم الحارق.
تغيُّرات في طريقة نمو الأظافر والشعر.
تراجع القدرة على تحريك الجزء المصاب من الجسم.
زيادة حساسية الجلد.
تورُّم وتيبُّس في المفاصل في المنطقة المصابة.
من الممكن أيضاً أن تظهر بعض علامات مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب على جلد المنطقة المصابة. وهذا ما يشتمل على تغيُّراتٍ فيما يلي:
اللون: غالباً ما يصبح الجلد مُبَقَّعاً أو أرجوانياً أو شاحباً أو أحمرَ.
الحرارة: تكون المنطقةُ المصابة أكثر حرارةً أو أكثر برودةً بالمقارنة مع المنطقة نفسها على الطرف المقابل.
طبيعة الجلد: يصبح الجلد لامعاً ورقيقاً عادةً. كما يمكن أن يكون الجلد في المنطقة المصابة شديد التعرُّق أيضاً.
لابدَّ من استشارة الطبيب إذا شعر المرء بألمٍ شديدٍ في أحد أطرافه بحيث يصبح تحريك ذلك الطرف أو لمسه صعباً. وتكون فعالية معالجة مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب أكبر كلَّما بدأت في وقتٍ مبكرٍ أكثر. 
الأسباب
هناك نوعان من مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. ولكل نوعٍ منهما سببٌ مختلف عن الآخر. يعاني نحو تسعين بالمائة من المرضى من مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب من النوع الأول. ويحدث هذا النوعُ بعد مرور المريض بحالة مرضٍ أو إصابة. إن المرض أو الإصابة لا يؤدِّيان إلى ضررٍ مباشرٍ للعصب في المنطقة المصابة. يحدث النوعُ الثاني من مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب بعد إصابة العصب نفسه. وتؤدي إصابة العصب إلى ظهور أعراض المتلازمة. غالباً ما تنتج مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب عن إصابةٍ أو رضّ في الذراع أو الساق. ومن الأمثلة على ذلك إصابةُ الذراع أو الساق بكسر أو بتهشم. هناك أمراضٌ وإصاباتٌ أخرى يمكن أن تُسبِّبَ مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب، وهي:
النوبات القلبية.
العدوى.
وَثي أو التواء الكاحل.
الجراحة.
لا يعرف الأطبَّاءُ على وجه التحديد السببَ الذي يؤدي إلى ظهور مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب في أعقاب بعض أنواع الإصابات. وقد تكون هذه المتلازمةُ ناتجةً عن التهابٍ في الجسم بعد الجراحة. كما يمكن أن تكون ناتجةً عن عدم قدرة الأعصاب في الجسم على العمل معاً على نحوٍ سليم. من المرجَّح عدمُ وجود سبب وحيد مسؤول عن مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. بل إن هذه المتلازمة يمكن أن تكون ناتجةً عن عددٍ من العوامل التي تؤدي إلى ظهور أعراض متشابهة. وما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات من أجل فهم تلك المتلازمة. 
التشخيص
قد يكون تشخيصُ مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب أمراً صعباً، لأنَّ هناك عدداً كثيراً من الحالات الصحية التي تؤدي إلى أعراضٍ مشابهة. كما أنَّ أعراضَ هذه المُتلازمة تتراجع في بعض الحالات مع مرور الزمن من غير أيَّة معالجة. لا يوجد فحصٌ محدَّد من أجل تشخيص مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. وبدلاً من ذلك، فإن الطبيب يقوم بتشخيص هذه المتلازمة بالاستناد إلى الأعراض وإلى نتائج عدد من الفحوص. ووظيفةُ هذه الفحوص هي استبعاد الأسباب الأخرى التي يمكن أن تكون مسؤولةً عن الأعراض. يطرح الطبيبُ في البداية أسئلةً عن التاريخ الطبي للمريض، وعن الأعراض الظاهرة عليه. كما يقوم بإجراء فحصٍ جسدي. من الممكن إجراء فحوص واختبارات من أجل التحقُّق من درجة حرارة الجلد وجريان الدم في الطرف المصاب. كما أنَّ من الممكن قياس كمية التَّعرُّق. تُجرَى هذه الفحوصُ على الطرف غير المصاب أيضاً. وهذا ما يسمح للطبيب بالمقارنة بين مجموعتي النتائج. هناك اختباراتٌ وفحوصٌ أخرى يمكن أن تهتم بالتغيُّرات التي تصيب العظامَ. يستخدم تصويرُ العظام كميةً آمنةً من مادةٍ مُشعَّة تُحقَن في الوريد. وهذه المادةُ تسمح للطبيب برؤية العظام باستخدام آلة تصوير خاصَّة. من الممكن أيضاً أن تكونَ الأشعة السينية مفيدةً في إظهار حالة العظام. لكن رؤية التغيُّرات الحاصلة قد تكون غير ممكنة باستخدام الأشعة السينية إلاَّ في المراحل المتقدمة من مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. من الممكن أيضاً استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. وهذا النوع من التصوير قادرٌ على إظهار التغيرات التي تُصيب نُسج الجسم بسبب مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. 
المعالجة
لا يوجد شفاءٌ لمُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. لكنَّ المعالجة المبكِّرة يمكن أن تكون قادرةً على تخفيف الأعراض. وفي بعض الحالات، فإن الأعراض يمكن أن تختفي لفترةٍ من الزمن. غالباً ما يجري استخدام مزيج من المعالجات. ويقوم الطبيبُ بوضع خطة المعالجة استناداً إلى الأعراض وإلى مقدار شدتها. هناك أدوية متعدِّدة يمكن استخدامها من أجل معالجة مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. ومن هذه الأدوية:
مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج. ومن الممكن أيضاً ضبط الألم الناتج عن العصب المصاب باستخدام هذه الأدوية.
أدوية مكافحة فقد العظام. إن هذه الأدوية قادرةٌ على منع خسارة جزء من الكتلة العظمية بسبب مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب أو إبطاء هذه الخسارة.
الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية). إن هذا النوع من الأدوية يخفف الالتهاب. ومن الممكن أن يؤدِّي تخفيف الالتهاب في المنطقة المصابة إلى جعل تحريك الطرف المصاب أكثر سهولة.
الأدوية المضادَّة للألم. إن الأدوية المضادة للألم التي تُباع من غير وصفة طبية قادرةٌ على تخفيف الألم والالتهاب. ومن الأمثلة على هذه الأدوية الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين. كما يمكن أيضاً أن يصف الطبيب أدويةً أخرى لمقاومة الألم إذا لم تكن الأدوية المذكورة كافية.
هناك أشكالٌ أخرى من المعالجة يمكن استخدامُها من أجل مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. وعلى سبيل المثال، فإن من الممكن وضع كيس من الجليد على المنطقة المصابة من أجل تخفيف الالتهاب والتعرُّق. أمَّا إذا كانت المنطقة باردةً، فمن الممكن تدفئتها من أجل المساعدة على تخفيف الأعراض. إذا كان الجلدُ في المنطقة المصابة شديد الحساسية، فقد يكون استخدام المُسكِّنات الموضعية مفيداً. وتكون هذه المُسكِّنات على شكل كريمات أو رُهَيمات تُستخدم من أجل تخفيف الألم عند تطبيقها على الجلد. من الممكن أيضاً استخدام المعالجة الفيزيائية من أجل مساعدة بعض الأشخاص المصابين بمُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. ووظيفة المعالجة الفيزيائية هنا هي تعليم المريض بعض التمارين التي يمكن أن تساعده على استعادة حركة الطرف المصاب. وتكون فعالية المعالجة الفيزيائية أفضل ما يمكن إذا بدأت في وقتٍ مبكرٍ بعد ظهور الأعراض. من الممكن أن يكون إحصار العصب مفيداً لدى بعض مرضى مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. وخلال إحصار العصب، يجري حقن مادة مُخَدِّرَة حول الأعصاب المصابة. وهذا ما يساعد على تخفيف الألم لدى بعض المرضى. قد تكون معالجةُ الألم الشديد ممكنةً باستخدام التحريض الكهربائي للعصب عن طريق الجلد (TENS). ويستخدم هذا التحريض نبضاتٍ كهربائية من أجل تخفيف الألم. ويجري تطبيقُ النبضات الكهربائية على نهايات الأعصاب في المنطقة المصابة. في بعض الحالات، يمكن أن يكونَ تحريض الحبل الشوكي مفيداً في تخفيف الألم الشديد. ومن أجل هذه المعالجة، يجري وضع مسارٍ كهربائية صغيرة جداً عن طريق الجراحة على امتداد الحبل الشوكي. تعطي هذه المساري تياراً كهربائياً صغيراً إلى الحبل الشوكي. وهذا ما يمكن أن يخفِّفَ الألم لدى بعض المرضى. من الممكن أن تتوفَّر أيضاً معالجاتٌ أخرى. ولذلك، يجب استشارة الطبيب من أجل معرفة طريقة العلاج التي تناسب حالة المريض. 
الخلاصة
مُتلازمةُ الألم النِّاحي المُرَكَّب اضطرابٌ عصبيٌّ غير شائع. وهو يُسبِّب ألماً شديداً غالباً ما يظهر في الذراعين أو الساقين أو اليدين أو القدمين. هناك نوعان من مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. وتظهر مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب من النوع الأول لدى نحو تسعينبالمائة من المرضى. غالباً ما يظهر النوع الأول من هذه المتلازمة بعد مرضٍ أو إصابةٍ لا تؤدِّي إلى ضررٍ مباشرٍ للأعصاب في المنطقة المصابة. وأمَّا النوع الثاني من هذه المتلازمة فيظهر بعد إصابة العصب. لا يعرف الأطباء سبب مُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب الذي يجعلها تظهر في أعقاب بعض الإصابات. ومن المرجح أن هذه المتلازمة لا تملك سبباً وحيداً لظهورها. لا يوجد شفاءٌ لمُتلازمة الألم النِّاحي المُرَكَّب. لكن هناك خيارات معالجة كثيرة. تُركِّز المعالجة على تخفيف الألم. وغالباً ما تكون المعالجة المبكرة أكثرَ فعاليةً. وفي بعض الحالات، فإن الأعراض يمكن أن تختفي لفترةٍ من الزمن.